سيناريو آرجوس

الثلاثاء، 9 يونيو 2020

سيناريو آرجوس

 آرجوس



  


عن قصة الكاتب الكبير
د. أحمد خالد توفيق

سيناريو
حسن الشواف



مشهد 1  خارجي  ليلي  شارع

( موسيقى رومانسية مستمرة )
يسير فيروز ( ترتدي فستانًا يصل لتحت ركبتها ) وشادي ( يرتدي قميصًا أبيض وبنطلون أسود مع جذمة سوداء وعلى رقبته سلسلة بها خاتم ) في الشارع الخالي من المارة , ضوءه خافت , يمشيان ببطئ بينما يتحدثان وعيونهما لا تفارق بعضها البعض
تقترب فيروز من أذن شادي
ص. فيروز ( همسًا )
بحبك
يتوقفا عن السير وينظر شادي لـ فيروز فرحًا غير مصدق , بينما فيروز تنظر له صامته وتمسك يديها في دلال وخجل
يمسك شادي يد فيروز بحب وعينيه لا تفارق عيناها , فجأة تمر سيارة من جانبهم كادت تصدمهم فيصدر بوقًا قويا وهو يبتعد عنهما , تظهر عليهم آثار الخضة , ثم يعود الهدوء للشارع مرة أخرى
فتضحك فيروز وتجري برقة وهي ترفع يدها كطير وتقف عند نقطة وتدور فيها فاردة يديها
يمد شادي خطوه نحوها وهي تدور ثم تقف عن دورانها أمامه
ص. فيروز
شادي أنا فرحانة بجد
يمسك شادي يدها ويجذبها برقة نحو سور قصيرة بجانب الطريق ويجلسا على الأرض ويسندا ظهرما على السور , ينظرا لبعضهما طويلًا , ينظر شادي للأمام ثم يشير بيده إلى كتفه , فتفهم فيروز فتميل رأسها على كتفه
يظلوا في جلستهم بينما تقلب فيروز في هاتفها , لتشغل أغنية ( شادي لـ فيروز ) , وتبدأ الأغنية من المنتصف ( تستمر لآخر المشهد في الخلفية الصوتية ) , تغمض فيروز عينها وتتنهد تنهيدة منتشية
ص. فيروز ( برومانسية )
الأغنية دي كأنها معمولة لينا , كأن فيه سحر خلى فيروز وشادي يتقابلوا في لبنان , وفيروز وشادي يتقابلوا في مصر
ينظر شادي للطريق يمين ويسار
ص. شادي ( بجدية نوعا ما )
إحنا مفيش زينا
يميل شادي قليلًا ويمد يده تجاه حزام بنطلونه من الجانب الخلفي , بينما تنزعج فيروز لأن رأسها كادت تسقط
ص. فيروز
بطل هز واثبت بقى , أنت هتبقى متعب في الجواز أوي على فكرة
فجأة يغرز شادي سكينة في رقبة فيروز , تنظر له فيروز في عدم تصديق ورجاء وخوف ( إندهله ما يسمعني ) , ويمرر السكينة على رقبتها وهو ينظر بعيدًا بوجه قارب على البكاء ( ومن يومها ما عدت شفته )
يسقط الهاتف من يد فيروز بينما نسمع من هاتفها بقية الأغنية
" ضاع شاااااادي "

قطع المشهد بصريًا
مزج صوتي فقط مع المشهد القادم



مشهد 2  داخلي  ليلي  كافيه آرجوس

إكمال أغنية فيروز بعد مقطع ( ضاع شادي ) لكن في خلفية صوتية للمطعم
نرى الكاتب جودت ( يرتدي تيشرت وبنطلون عاديين ) وهو يجلس على طاولة أمام اللاب الخاص به في الكافيه ( شعار الكافيه ريش الطاووس ) ونصف سيجارة احترقت في يده وينظر لشاشة اللاب بتركيز وبجانب اللاب قلم ومذكرة , ويضع حقيبة شبابية على كرسي بجانبه , نرى لمحات سريعة من بعض الحوار الذي دار في المشهد السابق على الشاشة
يتنهد في ارتياح ثم يمسك القلم ويكتب في المذكرة
- بداية قوية
ثم يتبعها تحتها بكتابة
- السبب ؟!
يخبط بالقلم على المذكرة مفكرًا , يأتيه صوت رسالة من هاتفه فيمسكه ونسمع الرسالة الصوتية ( من أستاذة نيفين )
" ازيك يا كاتبنا ؟! ماتنساش محتاجين قصة جديدة لافتتاحية موقعنا , أكيد مستنين حاجة مختلفة زي ما عودتنا "
يرد الكاتب
" لا ماتقلقيش , بدأت في قصة جديدة وأعتقد هنتهي منها في المعاد "
يضع الكاتب الهاتف جانبا ,وينظر إلى كلمة " السبب " في مذكرته ويخط تحتها العديد من الخطوط ,يزفر زفيرًا يائسًا , ثم يلتفت ليتناول قهوته , وهو يرتشف منها يرى شاب وفتاة ( فيروز وشادي بنفس ملابس المشهد السابق ) يجلسان أمامه بقليل على اليسار , يقطب جبينه مفكرًا وهو ينظر لهما كأنه يشبه عليهما , لكنه يحاول أن يتجاوز تفكيره ويعود للشاشة
ص. فتاة جالسة في إحدى الطاولات ( بصوت عالي )
 فيروز
تتقدم الفتاة ( في العشرينيات ممتلئة قليلًا ) نحو طاولة فيروز وتترك من معها , تنهض فيروز في إحراج وتقبلها , بينما الأخرى تقبل بحيوية بابتسامة عريضة وضحكات عالية , تنظر الفتاة من وراء كتف فيروز لترى شادي
ص. الفتاة
هو ده بقى شادي يا سيتي الي حكيتلنا عليه
تظهر ملامح الوجوم والاستغراب على وجه الكاتب
ينهض شادي بتثاقل وبابتسامة مزيفة ويسلم على هذه الفتاة , يدور بينهما حديث لا نسمعه لكن يبدو على شادي وفيروز الإحراج والرغبة في إنهاء تلك المحادثة , بينما الكاتب يراقب كل ذلك باهتمام
تنتهي المحادثة ويعود فيروز وشادي لطاولتهما وهما ينظران لبعضهما بنظرات ساخرة مرتاحة
يتقدم الجارسون من طاولة شادي وفيروز ويضع لهم شيك الحساب , تعزم فيروز أن تدفع الحساب لكن شادي يصر أنها لن تدفع ( كل ذلك نراه كما مكان الكاتب ولا نسمع  منه إلا همسًا )
يدفع شادي الحساب أخيرًا , فتبتسم فيروز في خجل وتمسك شنطتها , وتشير له أن ينتظر لحظة لأنها ستدخل الحمام , يومئ شادي لها ويعتدل في جلسته , بعد لحظة نرى الجرسون يحضر سكينا لشادي , فيأخذه شادي ويضعه في قطعة قماش يدسه وراء ظهره ويخفيه بالقميص
ينظر الكاتب لهذا المنظر بشيء من الشك والتفكير ,  تأتي فيروز لشادي فينهض ويتجها لخارج المطعم
يتنفس الكاتب تنفس متقطع شبه لاهث , ينظر للشاشة والمذكرة مفكرًا , يهز رأسه ويبتلع القهوة على مرة واحدة , يقترب منه الجرسون ليحمل القهوة ,ينظر جودت لكشكوله ويمسك قلمه ثم يرسم سهمًا من جانب كلمة
" السبب ؟! "
ويكتب  بجانب السهم
" انتقام ما ! "

مشهد 3  صباح  داخلي  غرفة نوم

نرى نازادار تدخل الغرفة وفي ظرف ورافان وفيروز يدخلون وراءها , وعلى السرير أم وبجانبها رضيعها النائم,  تنظر لهم وتبتسم في وهن
فيقتربون منها ويقبلون الأم وتضع نازادار الظرف بجانب الأم
ص. فيروز
حمدالله على سلامتك
ص. الأم
 الله يسلمك
نازادر ( وهي تنظر للطفل )
واضح إن البيبي نايم
ص. الأم
غلّبني كتير عقبال مانام يا نازادر والله
ص. رافان
ماشاء الله طالع قمر لمامته
تبتسم الأم من المجالمة
ص. رافان
ناويين تسموه ايه بقى
ص. الأم
عباس على اسم أبو محمود
تنظر الفتيات لبعضهما بنظرة ساخرة
ص. الأم
معلش أستأذنكم محتاجة أخش الحمام
تنهض الأم بتعب قليلًا , فيتقدم لإسنادها رافان وفيروز
ص. فيروز
تعالي نسندك
تبتسم الأم شاكرة ويخرجا معا
تستدير نازادر للطفل وتنظر له نظرة نهم ورغبة , تقترب منه وتمسك بوسادة  















مشهد 4  داخلي  صباح  صالة بيت الأم

تقف فيروز ورافان على جانب باب الحمام ويبدو انهم منتظرين منذ مدة ليست بالكبيرة , فجأة تتباين ملامح رافان كأنها تذكرت شيئًا وتهرع لغرفة النوم


















مشهد 5  صباح  داخلي  غرفة نوم

نازادار تقترب من الطفل  وهي قريبة من وضع الوسادة على وجهه , فتجذبها يد لتعدلها عن الطفل
ص. رافان
ماكنش لازم نسيبك مع العيل أبدًا
ص. نازادار ( مبررة )
كنت هحطها ورا راسه عشان يتنفس كويس
ص. رافان
ابعدي عنه يا نازادار
ص. نازادار
 أنا عارفة بعمل ايه , انا شغالة في دار رعاية أطفال وأدرى منك
ص. رافان ( تعلي صوتها )
عشان كده 4 أطفال ماتوا عندك ؟
تدخل الأم وفيروز وتسمع علو صوت رافان
ص. الأم ( متسائلة )
في حاجة ؟!
ص. نازادر ( بعينين غاضبتين )
كلامنا في البيت مش هنا
قطع

مشهد 6  ليل  داخلي  غرفة نوم رافان

تجلس فيروز ونازادار ورافان على السرير
ص. نازادار
الموضوع أكبر مني , معرفش بيحصلي ايه لما بشوف طفل صغير
ص. فيروز
لازم تروحي لدكتور نفساني
ص. نازادار
أنا مش مريضة , وحتى لو مين قال اني عايزة أخف ؟
ص. رافان
بدأتي تخوفيني منك
ص. نازادار
حاسه إن الموضوع ده كان عند ماما وورثناه كلنا منها
ص. فيروز
بس بابا قال إن أمنا كانت مريضة
ص. نازادار ( بغضب )
حد فيكوا وعي عليها ؟
يصمتا الاثنان بحزن
ص. نازادار
أنا وعيت عليها وشوفتها , أمكوا مش مريضة  , ولما ماتت أبوكوا جيه يعمل دور غاب عنه سنين
ص. رافان
وطي صوتك لا يسمعك
يقف الأب ( في الخمسينيات ويرتدي ملابس بيتية ) على عتبة الغرفة
ص. الأب
في حاجة يا بنات ؟!  ايه الي مسهركم لدلوقتي
ص. فيروز
لا أبدا يا بابا .. كنا قايمين ننام
يومئ الأب ويبتعد عن الغرفة , تنهض فيروز وتتجه للخارج وعلى عتبة الباب تستدير نحو نازادار
ص. فيروز
صحيح دوري على شغلانة تانية غير دار رعاية الأطفال , انتي مابقتيش أمان عليهم
تخرج فيروز من الغرفة
ص. رافان
أنا قايمة أنام أنا كمان
تمسك نازادار يد رافان وهي تسير
ص. نازادار
لازم نراقب شادي وفيروز دايما
ص. رافان
أنا ماحبتش شادي من أول ما شوفته , بس مش لدرجة أراقبه
تصمت نازادر قليلا
ص. نازادار
فيه مشكلة عندي في الدار ليه علاقة بيه

مشهد 7  صباح  داخلي  كافيه آرجوس

ينهي جودت كتابة على اللاب الخاص به , يفرد ظهره في راحة واستمتاع ويبدو على وجهه الرضا مما كتب  , يخط على كشكوله بجانب كلمة السبب علامة " صح "  , ونرى بجانب الكشكول صفحة الحوادث من جريدة ما , يتنهد جودت في ارتياح كبير , ثم يجلب هاتفه ويضعه في شاحن قريب منه , بينما هو ينحني يضعه يرى نازادر ورافان في الطاولة المقابلة كان موضعه على الطاولة يحجب وجههم عنه , يدقق النظر بهما مستغربا , يدخل شاب ( في آواخر العشرينيات ممتلئ العضلات ) وهو ينهج ويجلس بجانب نازادار ورافان
ص. الشاب
مفيش أثر لفيروز ولا شادي
ص. نازادار
وبعدين ده بقالها يوم كامل مارجعتش من ساعة ماخرجت مع شادي
ص. رافان
يبقى نبلغ البوليس
ص. نازادار
مفيش بوليس هيخش في الموضوع ده , وانتي عارفة ليه
ص. رافان
والحل ؟
ص. نازادار
الحل مش هنا , شادي لو عملها حاجة مش هيرجع للمكان الي كانوا بيتقابلوا فيه
 تشير نازادار للجرسون لطلب الحساب , بينما تنظر رافان لجودت نظرة ثابتة متشككة , فيرتبك , ويضع هاتفه جانبا ويعود لموضعه على الطاولة وهو ينظر لهما بين الحين والآخر , تشير رافان لنازادار - التي تحجب عنها رؤية جودت لتنتحي قليلا لليمين فتفعل  نازادار , وتنظر لجودت مرة أخرى بتشكك وهو يبعد نظرها عنه ويتظاهر بالانشغال بالكتابة في كشكوله, يقترب الجرسون من طاولة نازادر ويلملم ما طلبوه ويعطيهم الشيك ويضعوا فيه النقود ويأخذه ويرحل
ص. رافان
الراجل ده عينيه مركزة معانا اوي كده ليه ؟
ينظروا جميعا إليه فيتوارى جودت ويتظاهر بالإنشغال وهو يكتب في الكشكول ويختلس النظرات لهم 
ص. رافان
أنا حاسة انه كان سامعنا
ص. نازدار
ماعتقدش ولو سمع مش هيفهم حاجة
ص. الشاب
فككوا منه دلوقتي , فيه بنت قابلت فيروز وشادي امبارح هنا , لازم نروحلها يمكن تدلنا على حاجة
يومؤا برأسهم موافقين , تنهض نازادر ورافان والشاب بينما جودت يراقبهما في حذر إلى أن يخرجوا , فيخف قلقه , وينظر لطاولتهما فيجد جريدة , فينهض ويأخذها وهي مفتوحة على خبر " موت ثلاثة أطفال في دار رعاية يثير هلع الآباء " , يرجع جودت لطاولته وهو يرى الخبر ,  ينظر لكشكوله حائرًا وهو يخبط بالقلم على رأسه
ص. جودت
لو كده لازم أنهيها صح
يكتب في كشكوله " دافع شادي ( فلاش باك ) "


مشهد 8  صباح  داخلي  أمام شقة شاهندة

 ) Vo يبدأ بصوت الكاتب وينتهي بصوت شادي )
نازدار لازم تموت
رافان لازم تموت
فيروز لازم تموت

تودع شاهندة فيروز وشادي من أمام الباب
ص. شاهندة
مع السلامة
تغلق الباب ويقف فيروز وشادي أمام الأسانسير ويضغطوا على الزر
ص. شادي
انبسطي مع شاهندة ؟!
ص. فيروز
جدًا .. هادية وكلامها موزون مش عارفة ازاي انتوا اخوات أصلا
ص. شادي
ما شوفتهاش لما ودوا ابنها رامز الدار كانت حالتها صعبة
ص. فيروز
إن شاء الله يرجع لها سليم
ينتفح الأسانسير فيقابلهما كمال في الأسانسير وهو يخرج منه فيسلم عليه شادي ويقدمه لفيروز
ص. شادي
كمال جوز شاهندة .. فيروز
يسلم فيروز وكمال على بعضهما مبتسمين
ص. شادي
أخبار رامز ايه صحيح ؟!
ص. كمال
أهوه .. كام أسبوع وهنخرجه من دار الرعاية
ص. شادي
على خير إن شاء الله .. نستأذنك
يدخل فيروز وشادي الأسانسير












مشهد 8أ  صباح  داخلي  أمام الأسانسير

 ينفتح في الدور الأرضي نجد شادي يقبل فيروز على خدها فتبتعد فيروز قليلا عنه وتضربه في كتفه بدلال
ص. فيروز
كلب
تخرج فيروز من الأسانسير بينما يخرج شادي بطيئًا وهو ينظر لها مفكرًا , تقف فيروز على عتبة باب العمارة وهي تنظر له وتشير له بالقدوم فيمشي إليها












مشهد 9  ليل  داخلي  شقة شادي

يتلقى شادي اتصالا فيجيب , فيصدر عن الهاتف صوت باكي
ص. شادي
ايوه يا شاهندة , اهدي بس في ايه ؟! 
تتباين ملامح الصدمة على  شادي عندما يسمع شيء في الهاتف
ص. شادي
رامز !!
v.o   شادي
رامز ابن اختي مات , في نفس دار رعاية نازادار









مشهد10  صباح  داخلي  كافيه آرجوس

يجلس شادي وأمامه كمال
ص. شادي
بعدها كان لازم أتأكد إن فيروز مش زي أختها
ص. كمال
أخدتها على دار أطفال ؟!
ص. شادي ( بعينين دامعتين )
وكانت هتخنق طفل لولا لحقتها في آخر لحظة
تظهر ملامح الارتياب على وجه كمال
ص. شادي
انت أكتر واحد عارف اني بحب فيروز قد ايه , بس هما التلاتة مايفرقوش عن بعض .. شر كبير , ولازم نخلص الناس منهم








مشهد 11  ليل  داخلي  كافيه آرجوس

ينتهي جودت من الكتابة فيشعر بالرضا ويكتب في كشكوله " وضوح دافع شادي " تحت كلمة " انتقام ما " , ولكنه ينظر نظرة مرتابة للكافيه , فلا يجد شيئًا غريبا فترتاح قسمات وجهه ,
يخرج هاتفه فيسمع رسالة صوتية من " نور "
" ليلة امبارح كانت حلوة , عايزين نكررها , و ماتنساش تحط المفتاح فوق العداد "
 يبتسم جودت ثم ينظر لساعته, ثم يضع اللاب الخاص به في حقيبته مع كشكوله وقلمه ثم يشير للجارسون
ص. جودت
حمدي .. الحساب
قطع











مشهد 12  ليل  داخلي  عمارة جودت

تخرج رافان من عيادة مكتوب على بابها " عيادة د. مصطفى الخياط , طبيب أمراض نفسية وعصبية "
تنزل السلم فتجد جودت على السلم ويحمل حقيبته وراء ظهره , يرى بعضهما البعض ويتسمرا لثواني قليلة , ثم تكمل رافان النزول وتصتدم به وفي هذه اللحظة تأخذ كشكوله من الشنطة خلسة
ص. رافان ( وهي تكمل طريقها )
آسفة
ص. جودت ( بتوتر )
ولا يهمك
تكمل رافان نزولها وهي تخبئ الكشكول أمامها , وتنظر له ( وهو لا يراها ) فتراه يخرج مفتاحا ويفتح باب شقته ويضع نسخة منه في صندوق عداد الكهربا








مشهد 13  ليل  داخلي  شقة جودت ( الصالة )

يدخل جودت ويقترب من السفرة في الصالة فيجد ملابس داخلية نسائية على كرسي السفرة , فيمسكها
ص. جودت
دي بتاعت مي ولا نور
يضع الملابس في لامبالاة ويجلس على السفرة














مشهد 14 ليل  خارجي  أمام بناية الكاتب

تفتح رافان الكشكول وهي تمشي , ترى العنواين الآتية في صفحات مختلفة ( مشهد قتل فيروز )  ( الأخوات الثلاثة و أسطورة ليثيث )  ( قلق الاختان على فيروز المختفية ) تنظر غير مصدقة وتتباطأ سرعتها
وفي العنوان الأخير تقف ذاهلة ( هجوم شادي على نازادار وقتلها)
تفكر قليلا , ثم تبدأ في الركض















مشهد 15  ليل  داخلي  صالة جودت , رافان, صالة شقة الأخوات ( مزج )

الكاتب جالس على السفرة يبدأ في الكتابة على اللاب توب
يتقدم شادي وكمال أمام الباب ويطرقا الجرس , ويسمعا خطوات ثقيلة قادمة

ص. الأب
مين ؟!
ص. شادي
أنا زميل فيروز
يفتح الأب الباب متلهفا
ص. الأب
سمعت حاجة عنها يابني
نرى رافان تركض بسرعة في الشارع
ص. شادي
لا للأسف بس هي كانت سايبة معايا حاجة
يمد شادي يده في جيبه ثم بحركة مباغتة  يخرج منديل ثقيل يكتم به فم الأب ويقتحم الشقة , وكمال يخرج محقن يحقنه به الأب
نرى على شاشة اللاب " نازادار "
 تخرج نازادار من غرفتها فتجد شادي وكمال على الأرض وأمامه والدها , فتجري عليه بينما شادي يخرج سكين مخبأ وراء ظهره
نرى رافان
نرى على شاشة اللاب " انقضت عليه "
 فتنقض عليه بسرعة وتوقعه أرضا وهي فوقه والسكين يبتعد عن شادي , والأب يمسك في كمال  بقوة بينماالمخدر يسري مفعوله وتخور قواه , تمسك نازادر برقبته وتخنقه بقوة
نرى رافان تصعد السلم بسرعة
يجاهد شادي ليصل للسكين  البعيد عنه بمسافة قريبة يلامس أصابعه ,وتخبط نازادار رأس شادي بالأرض ومستمرة في الخنق حتى يصعب عليه التنفس
نرى الكاتب وهو متفاعل بقوة مع ما يكتب ويمسح وجهه بيده
تخفت حركة شادي للغاية , حتى تبدأ يد نازادار في التراخي , لكن شادي يمسك السكين بسرعة ويطعنها عدة طعنات في جانبها , يرى الأب والكمال ذلك بينما الأب يغيب عن الوعي تماما
نرى مكتوب على شاشة اللاب " عدة طعنات "
 تتراخى قوة نازادار فيزيحها عنه  وهي مليئة بالدماء وغير قادرة على الحركة
تدخل رافان في هذه اللحظة يسقط منها الكشكول وتمسك مزهرية وتتقدم نحوهه وهو مايزال على الأرض , فجأة يضربها كمال على رقبتها من الخلف فتسقط شبه مغشيا عليها وهي تأن , يشير كمال لشادي للخروج بسرعة
كمال
يلا في صوت جيران جايين
ينتهي الكاتب من الكتابة وهو شبه يلهث
تستيقظ رافان على الأرض وترى دم أختها فتمسكها وهي تربت عليها  وتبكي بحرقة والدماء تغطيها وتنظر للكشكول




مشهد 16  ليل  داخلي  أمام بيت الكاتب

تتقدم رافان وفي يدها سكين وترتدي جاكيت يغطي الدماء على ملابسها وقلنسوة تخفي رأسها , تجد الباب مفتوحا فتفكر للحظة ثم تدخل الشقة بحذر















مشهد 17  ليل  داخلي  صالة بيت الكاتب

تدخل رافان وفي يدها السكين , تتقدم نحو الكاتب وهو يجلس وظهره لها , ثم فجأة يمنعها حاجز وهمي عن الوصول للكاتب تحاول عدة مرات بلا جدوى , فيستدير لها وهي تنظر له بتعجب
رافان
أنت الي خلتني أجي هنا
جودت
مفيش حاجة معرفهاش
تظهر رافان الكشكول
رافان
لا فيه انا سرقت كشكولك وعرفت سرك
جودت
المعرفة انا الي اديتهالك , مفيش حاجة خارجة عن إرادتي
رافان
صح , حتى الشر والقتل , أنت مجرم
جودت
عليتك عنيفة ودموية جدا , كان لازم الشر يموت فيهم ,بس انا اخترتك تكملي الحياة انتي مختلفة أنتي تستحقي تبدأي من جديد
رافان ( باستنكار )
أنت الكاتب , أنت الي في ايدك تشيطن وتجمل أي حد , ومحدش هيقدر يثبت عكس الي بتقوله
جودت
أنا صادق مع كل قارئ حتى لو كان ضد الي بكتبه
يسقط السكين من يد رافان وتبكي
رافان
 كان ممكن تغفرلهم ,كان ممكن ينتهي بينا الحال في مكان أحسن
جودت
فيه حاجات لازم تكون خارجة عن سيطرتكم وعلمكم , كل حاجة ليها حكمة
رافان
وايه حكمة القتل ؟!
جودت
انا طهرتك من ماضيكي , تقدري دلوقتي تقرري بحرية
رافان
أقرر ايه ؟!
جودت
هل هتمشي في سكة الانتقام ولا المغفرة ؟
رافان
وأنت هتكون موجود ؟
جودت
دايما , أنا بصنع المواقف بس نتيجتها .. في ايديكوا

ينظرا الاثنان لبعضهما للحظات طويلة , نرى الباب وهو مفتوح عن آخره


مشهد 18  صباح  داخلي  كافيه آرجوس
يُكتب على الشاشة " بعد ستة أيام "

نسمع صوت مفاتيح الكتابة على اللاب طوال المشهد وتتوقف وقت ما ينظران لبعضهما
رافان جالسة  مع صديقة لها ( صديقتها نراها بظهرها ) يضحكان معا على طاولة , يدخل شادي الكافيه لا تراه رافان إلا بعدما يجلس يأتي الجرسون لشادي فيبتسم شادي له ويطلب طلب , وبعدما يرحل الجرسون  تتلاقى نظراتهما معا , ينظرا لبعضهما في ثبات , نرى السكاكين على طاولة كل منهما , نرى المساحة بينهما وهما ينظران لبعضهما , ترتسم ابتسامة على وجه كل منهما للآخر


النهاية



هناك تعليق واحد:

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري